
أولا و آخرا .. أنت من يختار من تكون ، و لن يفرض عليك أحد من من حولك من هو الشخص الذي تنتهي إليه إلى لحظتك الراهنة إلا إذا سمحت لهم بذلك .
أنت من تريد الأفضل لنفسك و لا أحد يريد ذلك لك أكثر منك .. مهما كان الأهل محبون و الأصدقاء رائعون .. يجب أن تقرر أنت ماذا تريد و إلى أين ترغب المسير ..
و مهما كنت و لأي وقت كنت ذلك الشخص الذي صرت عليه و لا يرضيك مئة بالمئة و من سيرضى عن نفسه بهذه النسبة إلا مغرور ما ، فعلينا أن نرضى عن تصرفاتنا السلوكية و شخصيتنا التي تراجع تلك الأمور التي تقع منا أثناء مسيرنا بدون قصد أو حتى بقصد .. فنعدل ما يحتاج التعديل .. و ما نستطيع له تعديلا ..
و كل شيء يمكن تعلمه ، من صنع الأشياء المادية إلى الأمور المعنوية كالأخلاق ، فيمكن التغلب على الغضب الذي يسيطر علينا أحيانا .. و يمكن أن نتصف بالحِلم .. و يمكن أن نصبح صبورين بعد أن كانت عجلة الحياة و سرعتها تنهش في هدوئنا و حِلمنا و تمنحنا الغضب و العنف ..
كثيرة تلك الأمور التي يمكن أن نتعلمها عمليا و روحيا و نفسيا .. قد نتعلم علم جديد و نأخذ خبرات حياتية و يمر عمرنا فيما يفيدنا و ينفعنا و قد ننفع الآخرين بما تعلمناه ..
ففي الغضب علينا معرفة سببه و التصرف معه بروية بشخصيتنا العادية بابتسامتنا قدر استطاعتنا بداية حتى يصير ذلك الأمر تلقائي و نفعله دون جهد ..
أن لا نندفع مع الإحتراق ، بل ننتظر الإنطفاء ، بعد ذلك نتحرك بطاقة مغايرة للطاقة الإندفاعية .. أن تكون طاقتنا أكثر اتزانا ، أكثر هدوءا و ثقة ، فنحن نفهم الآن دواعي و أسباب غضبنا ، فأثناء الإنطفاء التدريجي للغضب ، سنفكر و نحلل لنصل إلى مرحلة الوعي بالحالة و الوضع الذي نحن به ، و نتصرف على أساس هذا الفهم ..
نستطيع أن نتحول من أشخاص عجولين إلى أشخاص أكثر حِلما ، و أكثر صبرا .. مع الوقت ..
فما دواعي العجلة لشيء لا يجيء ، بل و نظن أن موعده ربما مر ، و نحن مازلنا في حالة تأهب و استنفار للمشاعر ، هل جاء متى سيجيء ، نعصر اليدين و الفكر عن موعده الآجل ، فيصير محطة الفرح المؤجلة ، و نحن في حالة من الحزن الغير مفروض علينا ، لو أننا استطعنا التعامل مع هذا الوقت الذي تركناه يتسلل من بين أيدينا دون وعي ، في انتظار غير مُجدي ! .
فما ذلك الأمر الذي تنتظره إلا مساحة أوسع لفعل أشياء أخرى في الحياة ، تنمي بها إدراكك و وعيك ، تحافظ فيها على صحتك ، و تحقق رغباتك الأخرى في الحياة .
الصبر فن خُلُقيّ جميل عندما تتعلم كيف تتعامل مع تأخر الأشياء التي تريدها ، و تهذب نفسك ، فلا تستعجل الأمور أو تستأخرها فلكل شيء موعده .
و أثناء حياتك سيأتيك ما ترغبه في الوقت الذي تصبح أفكارك و روحك و ربما جسدك أيضا في حالة تقبل لوجوده في حيز اهتمامك الجديد ..
هكذا تتعامل مع الأمور في الحياة هكذا تتعلم و تزيد في التعلم بل و تتعلم دائما أبدا ..