جيهان عقيلي / جازان – فرسان
اشتُهر عمل ” أم أحمد ” بالخرز لأساور مشغولة بشكل شعار قمة العشرين ، فكان أن سُررنا نحن صحيفة ” صوت الجنوب ” بحديثنا معها عن عملها و تجربتها و بعض نواحي حياتها و سط أعمالها اليدوية ..
بداية اللقاء شعرت بأريحية و سعادة بالحديث مع
” عويبدة ” فترحيبها كان بحفاوة العرب ، كرم مشاعر و عطاء ، بصوتها و لهجتها تأخذك إلى عالم من الطيبة ، كأم تحتضن ابنتها ..
سألتها عندها عنها و عن حياتها العادية ..
فقالت : إنها امرأة لا تقرأ و لا تكتب .. و هي تحب العمل بالخرز بما أنه سبب حديثنا و فحوى لقائنا ، و هو مصدر دخل جيد ، فقد كانت ترى أمها وجدتها تعملان بالخرز و أحبته مثلهما و بدأت العمل بالخرز منذ الصغر .
الخرز .. قلت لها مم يُصنع ؟
من الزجاج .. حبات صغيرة من الزجاج ، لها ألوان عديدة ، استرسلت ” أم أحمد ” تحكي أنهم كانوا في القديم يستخدمون الرَّصاص و ليس الخرز ، فعندما قُطع عنهم منذ عشرين عاما ، استخدموا الخرز كبديل للرصاص ..
كحبات الخرز المنظوم التقطنا الحديث عن مشغولاتها اليدوية.. ماذا تصنعين من الخرز استطردت ؟
بحماسٍ أجابت :
بأنها صنعت الأساور بشعار قمة العشرين و أنها تعمل به أشياء كثيرة ففي القديم كنا نصنع ( قرقوش ) يوضع على الرأس و الجلابيات تزينها بالخرز و أكمام العبايات كذلك طورَت العمل فأصبحت تصنع جرابات للجوالات خلاخيل للأقدام ميداليات عقود و أساور مختلفة الأشكال و الألوان ، فما كنا نصنعه قديما لم يعُد يُرتدى بل هو للزينة ، و بذكر الزينة أخبرتني أنها تصنع أيضا لوحات جميلة من حبات الخرز .
بحديثنا الهاديء ذو اللهجة البسيطة فاتحتها بموضوع انتقالها من جازان – جزيرة فرسان إلى العاصمة الرياض .
فردت بحنين : أنها غادرت جزيرة فرسان منذ 30 عاما إلا أنها متواصلة مع الأهل و الأحباب ..
وكيف تمت دعوتكِ إلى القرية التراثية بالرياض ؟
تكلمت بهدوء الواثق أن عملها بالبيت أكسبها شهرة فكانت تشارك مع جماعات الأسر المنتجة فهمت دعوتها إلى القرية التراثية بالرياض ، فأجابت الدعوة و ذهبت و هناك قالو لها هذا المكان ل “أم أحمد” ضعي أعمالك هنا .
و كان ذلك ..
كيف كان العمل هناك ؟
كان جميل و الحمد لله هكذا رأت ، فقد كان الناس يأتون من مختلف البلدان و كان الأجانب يشترون منها و يتحدثون معها عن عملها المتقن حتى أنه تم التعاون مع مصممين لإنتاج أشغالها بطريقة حرفية جميلة ..
و هكذا أخبرت ” صوت الجنوب ” عن تجربتها في التعليم للفتيات حيث تابعت ، علمت عدة فتيات الحرفة و كانت مهاراتهن مختلفة ، هناك من تتعلم بسرعة و هناك من تحتاج للجهد كي تتعلم ، فقد كانت تفطر و تتناول قهوتها ثم تذهب لتعليمهن الساعة صباحا من الساعة التاسعة حتى الساعة الثانية عشر . كما علمت بناتها بالبيت يصنعون المشغولات بالخرز و أيضا على الحرير ..
أخيرا سألتها بحب أي المشروبات الساخنة تحبين قهوة أم شاي ، أجابت ضاحكة القهوة ثم لا بأس بعد ذلك بالشاي .. و عن الأكل الذي تحبه كثيرا أجابت أنها تحب الدخن كثيرا مع الحليب و هي وجبة لذيذة جربتها أنا أيضا .. أردفت ضاحكة و لا بأس بالأرز و اللحم أو الدجاج الذي يصنعنه بناتي ..
هكذا كان لقاء ” أم أحمد ” مع صحيفتنا ” صوت الجنوب ” و هكذا كانت إجاباتها العفوية التي ملأت الصفحات بنقاء قلبها و طهره .. و شكرتها باسمي و اسم الصحيفة و وعدت بأن أتواصل معها من حين إلى حين …