
تلعب صحافة الأطفال دوراً هامأ في عمليات تثقيف الطفل وتكوين شخصيته ، كما تسهم في توجيهه وتعليمه وأنواعه وتنمية أدواته، وتكوين عادات وتقاليد ومثل عليا وقيم ومعايير وإشباع ميول نحو القراءة لإثراء لغته ،وتقوم بالأساس على الفن البصري اولاً حيث الكلمة المطبوعة والصورة واللون في تعبيرها، وتنظيم العلاقات في البناء التكويني والنمو العقلي والشخصي بشكل عام ، ومن هنا يمكن القول : ان للأطفال ثقافة خاصة تشكل كيانأ مستقلاً لها ملامحها المميزة تعتمد بالأساس أن ينقل الكبار للصغار كل مفردات الثقافة العامة وبما يتناسب مع قدراتهم ويلبي حاجاتهم أو يساعدهم في الانتقال إلى مرحلة النضج التي تتناسب مع مراحل نموها المختلفة اعتباراً من الطفولة المبكرة. فالمتوسطة إلى المتأخرة، إلى مرحلة المراهقة إذ إن لكل مرحلة صفات وقدرات مميزة .
وقد حرص كل مجتمع أن يشرف على تربية أطفاله بشكل يضمن لهم اكتساب عناصر الثقافة بصورة دقيقة من خلال التنشئة الاجتماعية والثقافية كعادات وقيم وأفكار تجمع بين اللغه اللفظية المكتوبة وغير اللفظية، لأن الطفل ذاته بصري يفكر بواسطة الصورة البصرية قبل كل شيء ،وكون الصحافة أداة تجسد الكلمة المطبوعة ذات قوة كافية يمكن العودة إليها ليختار منها ما يشاء؛ فيتأمل المعاني ويدرك التفاصيل على كل خلاف الكلمة المنطوقة، ومن هنا كلما زاد احتكاك الطفل بمحيطه زادت محصلته الثقافية وارتفع مستوى تعبيره الشفهي والتحرير.
فقراءة الصحف تروح عن نفسه بصورة عميقة ويكتسب خبرات ومهارات، لذا كان الإهتمام بالأوقات الحرة والفراغ وتحويلها إلى فترات مفيدة لا يتعارض مع تحصيلهم الدراسي إذا أحسنوا التوازن بين القراءتين نظراً لأن ما تتناوله الصحافة الموجهة غير بعيد عن المنهج المدرسي،وذلك لتميزها بالسهولة، وخفة الكلمة المطبوعة توحي بالفكرة المثيرة والصورة تهذب ذوقه وانطلاقة خياله ، وتغري الألوان بصره، وبذلك تصبح صحيفة رفيقة له على الدوام تقدم الحقيقة وتمنحه المتعة والمعرفة دون عناء.