مقال : جابر حريصي
هنالك شعوب متقدمة ودول كثيرة حول العالم لا تزال تتمسك بتراثها وموروثها وعاداتها، خاصة في الملبس والفنون الشعبية ولم تدفعهم العصرنة والعولمة الى نسيانها والتخلي عنها ، بل احتفظوا بها كجزء من تراثهم وهويتهم وثقافتهم.
والمملكة العربية السعودية حريصة كل الحرص على الحفاظ على تراثها وثقافتها ، ولهذا السبب تقام مهرجانات الجنادرية لإبراز الموروث الثقافي المتنوع لهذا البلد الكبير والمترامي الأطراف ، فكل منطقة ولها موروثها المختلف ، فمثلاً عادات أهل مكة تختلف عن عادات نجد والجنوب يختلف عن غيره ، والكل له موروثه الخاص ولا احد ينكر على أحد .
وحتى اليوم ما زال بعض أفراد القبائل في جازان وعسير يفضلون ارتداء أزياء الآباء والأجداد والمتمثله في الإزار والشميز وليس هذا بالغريب ، الغريب أن هنالك بعض المجمعات والدوائر الحكومية تنكرهم و تمنعهم من الدخول إليها وهذا ما رأيته بالامس عند مدخل أحد المجمعات .!!
حيث تم منع مجموعة من الشباب من الدخول ، والسبب أنهم يرتدون المآزر ويعتمرون فوق رؤوسهم أكاليل الورد ، وبالرغم من أنهم انصرفوا وعلى ثغورهم ابتسامات عريضة الا أنني انزعجت وبخاصة اني رأيت في الداخل مجموعة من الشباب السعودي يرتدون الزي الباكستاني دون أن ينكر عليهم أحد.!!
والمتعارف عليه أنه ما دام اللبس محتشماً ولا يتعارض مع الذوق العام فما المانع ، ولماذا لا تحترم حرية اللبس ، فهذا الوطن ممتداً وشاسعاً ومتنوعاً بإرثه وعاداته وليس من العدل أن نلزم قبائل جازان وعسير بأن ينفكوا عن ما اعتادوا عليه وأن يلقوا بالأزهار والرياحين من على رووسهم ويسبتدلوها فرضاً بالاشمغة ، وأن نلزم أهل نجران بإنزال محازمهم وفك العصبات من على رؤوسهم ، هم وأهل الحجاز ، بل الواجب علينا أن نتعايش مع بعضنا البعض ونعي بأن الكل له إرثه الذي ينتمي إليه والذي لا يرغب في اندثاره .
@JABER_HRESE