آمنه صيرم - صوت الجنوب
قالت لي معلمتي شريفة حكمي ذات يوم رحمها الله
رغم تعبها الشديد الذي تعاني منه فهي إذا وضعت رأسها على طاولة الصف أغمي عليها ولم تفق إلا بعد دقائق، تلك المعلمة التي رغم الألم تؤدي عملها بكل إخلاص والكل يحبها ويحترمها لتواضعها وطيب قلبها وحبها وصدقها وأمانتها في العمل وولائها لوطنها
في سؤال عابر سألتها ذات يوم ماذا يعني معلم/ة ؟
قالت : المعلم/ة جندي من جنود الوطن يصنع المجد والتاريخ وهو من يساهم في جعلنا خير أُمة أخرجت للناس بالصدق والإخلاص والمعلم/ة منارة خير وهدى لطلابهم ،
المعلم/ة يابنيتي: يحمل مسؤولية عظمى على عاتقه بعد الأسرة في تهيئة الطلاب لمواجهة هذا العالم بعولمته وصراعاته ونجاحاته
المعلم/ة قدوةٌ بعد الرسل كما قال شوقي ( كاد المعلم أن يكون رسولا ) احفظي كلامي جيداً واذكريه دائماً يابنيتي.
وها أنا اليوم أقف شاهدة حقٍ على كلامها حيث أنّ
المعلم/ة ليس من يلقي درسه داخل الصف أمام طلابه وتنتهي مهمته
بل إن المعلم/ة أبٌ وأمٌ وأخ وأخت وصديقٌ ورفيقٌ ومشاورٌ لطلابه و قدوةٌ لهم وهو المُطّلعُ على حكايا طلابه وقصصهم المؤلمة والمفرحة إنه ذلك الوطن لطلابه الذي لا يخذلهم ولا يكذبهم يشاركهم اللحظات بكل ما تحمله من مشاعر وهو اليوم محارب من كل طبقات المجتمع و يعاني
من كثرة الأعمال التي أثقلت كاهله ناهيكم عن الأعمال الفرعية التي تضيفه حملاً على أحماله وهو الذي يجب أن يكون حاله أفضل من جميع موظفي الدولة لأهميته في بناء المجتمع
إن المعلم/ة منذ دخوله المدرسة وعلى مدى ثمان ساعات متواصلة يراقب ويحمي ويحافظ ويربي ويعلم أبناءه الطلاب وكأنهم جزء منه
بالله عليكم من منكم يستطيع الصبر على أربعين طالباً او خمسين في صف واحد يشرح لهذا ويسمح لهذا ويواسي هذا إننا لانحتمل أبناءنا في بيوتنا فكيف به في ظل تكدس الأعداد المهوله في المدارس ، إنه يعطي بلا مِنَّة ولا تضجر ولذلك أقول للمعلم/ة كن قوياً لأجل نفسك لأنك وريث الأنبياء بالعلم والأخلاق ولأنك صانع الأجيال ومربي الأمم باني الأمجاد والوطن، فكن على قدر من الصبر والاحتساب فأنت شمس تشرق في قلب طلابك لأداء رسالتك السامية التي لاتتبدل ولا تمحى.
عوداً حميداً بكل الحب والفخر والسعادة لشخصك وبعون الله تبقى و ونبقى معانقين السماء بهممنا المتقدة